السبت، 10 مارس 2012

بورقيبة و الزعامة المغشوشة

في عام 1953 كانت المعارك ضد الاستعمار الفرنسي على اشدها في مدينة قفصة. فقررت فرنسا ارسال وحدات عسكرية كانت متمركزة في جزيرة مدغشقر جنوب شرق افريقيا. و كانت هذه الوحدات بقيادة الجنرال غارباي و الذي ارتكب جرائم وحشية في تلك الجزيرة راح ضحيتها حوالي 80 الف ثائر مدغشقري. غارباي قادم الى قفصة و هو يتعود بحرق المدينة و جبالها و قتل كل ثائر في ربوع تونس. بورقيبة الذي كان يستريح في منتزه جالطة و يتعلم الدروس الفرنسية لكي تصنع منه زعيما مناسبا لصالح المستعمر. بورقيبة و باقي قيادات الحزب لبسهم الرعب من تصريحات غارباي او انهم على اتفاق مع فرنسا لضرب المقاومة المسلحة في تونس. قام هؤلاء بارسال نداءات الى المجاهدين عبر مناشير يوزعها المسمى محمد رواشد و السويعي البوسعدي.....يحثون فيها المجاهدين بضرورة الفرار نحو القطر الليبي كهروب من بطش غارباي. طبعا المجاهدون استغربوا من هذه النداءات الجبانة و لم يعطوها اي اهمية. وتواصلت المقاومة و تلقى غارباي ضربات موجعة في عدة مواقع مثل تمغزة  و عرباط و السند و البهلولة وام العلق و خاصة سيدي عيش في مناسبتين. هذه العمليات الباسلة جعلت من رئيس وزراء فرنسا المسمى منداس فرانس يتنازل عن هيبته و ياتي الى تونس بتاريخ 31 جويلية 1954 و يقابل الباي سيدي لامين معترفا امامه بالاستقلال الداخلي لتونس و يرجوا من المقاومين النزول من الجبال و القاء السلاح. و القاء السلاح تم فعلا بتاريخ 10 ديسمبر 1954 ماعدى بعض المقاومين الذين ليست لهم ثقة تامة في فرنسا. المجاهدون و من ابرزهم المرحوم الازهر الشرايطي كان لهم خطاء كبير جدا عند تسليمهم للسلاح لانهم بذلك وهبوا كل تونس الى شخص بورقيبة ذلك الجهوي و الجبان الذي كان يدعو للهروب من القتل الفرنسي. و الذي نكر انكارا تاما في دور المقاومة المسلحة و الذي صرح بهذا علنا في مؤتمر سوسة 1959 حيث قال (الفلاقة ببنادقهم الصدئة يقولون اننا اخرجنا فرنسا. فرنسا اخرجتها انا بعقلي و دبلوماسيتي) هذا الاناني و المحب لنفسه اراد تحويل الدولة التونسية التي عمرها 3 الاف عام الى بورقيبيا. و اصحاب المصالح و الجهويين و الاميين من الشعب التونسي كانوا يصفقون له و اعتبروا ضميرهم هو بورقيبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق